Selamat Datang MTs. Mambaul Ulum Bata-Bata

بقاء الإسلام بالعلم

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم ونبينا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه وتابعيهم وتابعي تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين. قال الله تعالى فى محكم تبيانه: إن الدين عند الله الإسلام، أما بعد:
فإن الإسلام نظام الوحي الإلهي وهو دين يشمل كل جوانب الحياة الدينية والسياسية والاجتماعية، الحسية والمعنوية، الظاهرة والباطنة. وهو دين عقيدة وشريعة وأخلاق وآداب وهو دين حلال وحرام وهو كذلك دين حقوق وواجبات وإلزام والتزام. فلايصح أن يقال إن هذا الدين عقيدة او شريعة فقط بدون أخلاق وآداب. ولايجوز ان يتقول ان هذا الدين يقتصر على جانب الحسيات او العبادات فحسب وينسى جانب المعنويات والعادات كما يتصوره بعض الناس الذين لايدركون من الدين الا شيئا قليلا من أقله.
الإسلام دين يرعى كل معاملة الناس ، معاملته مع ربه ومعاملته مع انسان مثله بل معاملته مع أنفسه وبيئته. فلايصدر عنه قول او فعل او خاطر إلا ويوجد حكمه فى هذا الدين مصرحا او مومأ او مستنبطا من منبعه ومصدره وهو القرآن والسنة النبوية.
وكان هذا الدين مع شمول تناوله وسعة آفاقه ومع تطاول القرون وتبادل الأجيال يجب ان يبقى على حاله ويجب ان يحفظ على شكله وشأنه وفق نظام الوحي الإلهي من القرآن والسنة ولايجوز ان يتغير او يتبدل قيد انملة. وحفظ هذا الدين وفق ذلك النظام الإلهى لايمكن ان يتحقق الا بمعرفة العلم ونور الفهم لاظلمة الجهل وسوء التفهم. ولذلك جاء الإسلام ينادى القلوب والألباب وجاء ينور والأبصار والعقول وجاء يحرض على التعلم والتعليم والاستفادة والإفادة. لئلايذهب الإنسان عميانا.
العلم نور وطلبه خير وتأهله شرف. العلم خير من المال لأن العلم يحرس صاحبه فى حين أن صاحب المال يحرس ذالك المال. ولايمكن ان يعمل انسان عملا لايعرف علمه وكيفيته فإن عمل وهو لايعرف يخطئ ويبدل. فلابد إذا لهذه الأمة الإسلامية فى ديانته من العلم وإحسان طلبه.
وإذا راجعنا الى ما كان القرآن فى أول امره نجده متفرقا ومنتشرا غير مستجمع فى مصحف واحد. فقام الخلفاء الراشدون والصحابة الكرام الذين نزل معهم الوحي بجمعه فى مصحف واحد تحقيقا لحفظه وتيسيرا للأمة وحسما للاختلاف. فبسبب سعة علومهم ودقة مفاهيمهم نجد القرآن على مانرى اليوم حتى نستطيع قراءته وإقراءه. وكذلك الحديث النبوى منتشر فى الأنحاء ومحفوظ فى الصدور غير مدون الى ان قام الامام الزهرى بكتابته وذلك بأمر من الخليفة عمر بن عبد العزيز فى نهاية القرن الأول الهجرى ثم يتوالى بعده جهود العلماء بتلقى الحديث وتخريجه وتدوينه مثل الإمام البخارى ومسلم وابن ماجه وغيرهم. كل على منهجه.وهذا العمل يتم بسبب عميق علومهم وجهودهم وإحسان طلبهم للعلم حتى نستطيع فى هذا اليوم طلب حديث متى نشاء وتيسر ذلك.
وكذلكم علم الفقه وعلم اللغة من النحو والصرف والبلاغة وعلم القراءة والصوت وعلم التصوف كلها فى بداية الأمر منتشرة وغير مدونة ومبوبة حتى قام العلماء واعتنوا بها يضحون أنفسهم ويفرغون حياتهم بتأليفها وتدوينها وتبويبها وتيسيرها كما وجدناها ميسرة فى عصرنا الحاضر. ولايتم ذلك كله طبعا الا بسبب علومهم وإحسان طلبهم. ثم لاتنتهى جهودهم على ذلك فحسب بل وضعوا مع ذلك مناهج وقواعد ضبطوا بها علومهم وتوصلوا بها على تأسيس تلك العلوم مستمدين من القرآن وأسباب نزوله ومن الأحاديث وأسباب وروده ومن اللغة العربية وتطور ثقافتها.
فبسبب هذه العلوم  كلها وبسبب جهود العلماء وإحسان طلبها وتوارثها جيلا بعد جيل قرنا بعد قرن الى وقتنا اليوم يبقى الإسلام حيا مجسداعلى عاتق أمته بدون تحريف وتبديل وإحداث وابتداع اللهم الا ما كان يبدو من الذين لايعرفون من الدين الاقشره. فينبغى لنا العاقلين ان نتعلم ذلك العلوم ونحسن طلبها وإرثها ممن هو اهلها مبسوطة الأيدي مخلصا لله تعالى والدار الآخرة وساعيا لإحياء هذا الدين من وقتنا هذا الى اجل انفسنا والى خراب دنيانا لاسيما إذا وقع الينا امور مستجدة واشياء نازلة  لم تعرف قبل كما هي مشاهدة كثيرا فى هذا اليوم التى يجب كشفها وحل مشكلاتها واستنباطها من منبعها وهو القرآن والسنة. والله هو العليم الحكيم.
بقلم شكرى رشدى

طالب معهد منبع العلوم بتا-بتا الإسلامى
Share this post :

Posting Komentar

Komentar Anda

FansPage

Arsip Blog

Statistik Blog

Pengikut

Popular Post

 
Support : MTsMUBA | DownloadRPP | Bata-bata.net
Copyright © 2015. MTs. MAMBAUL ULUM BATA-BATA - All Rights Reserved
Template by OPMMUBA